- تاريخ بناء وتجديد الكنيسة :
من المعروف أن السيد المسيح له المجد صُلب خارج سور أورشليم (عب 12 : 13) في مكان يقال له الجلجثة هذا المكان قريب من المدينة وتمر بجانبه طريق عام . كان الموقع مقلب حجارة غير أنه أُهمل ثم تحوّل إلي بستان . وكان جميع سكان أورشليم من أبناء وأحفاد الذين حضروا أحداث الصلب يوم الجمعة العظيمة يعرفون القبر المقدس ويقصدونه للتبرك منه . لذا قررالإمبراطور هادريان سنة 135ميلادية إخفاء المكان فأمر بردمه . وتغطيته بالتراب والحجارة وبنى فوق الجلجثة والقبر المقدس هيكلين وثنيين ونصب فوقهما تمثالي المشترى" جوبيتر " والزهرة " فينوس " أشهر آلهتهم الوثنية .
إستمرت الأوضاع على هذه الحالة حتى سنة 326 م حينما أمرت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين بهدم المعبد الوثني بناء على وصية الأسقف مكاريوس وبهذا أعادت الأماكن المقدسة إلى حالتها الأصلية ثم شرعت في بناء كنيسة القيامة والتي دشنت في 13 يوليو سنة 335م. بحضور البابا أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية ولفيف من أساقفة العالم وفى سنة 614 م ، هدم الفرس الكنيسة و أحرقوها ، و أحرقوا معها جميع الكنائس والأديرة التي كانت يومئذ في الأرض المقدسة كلها . فأعاد بناؤها ، رئيس الدير موديستو سنة 636م ، ولكن بشكل مصغّر .
ولما فتح الخليفة عمر بن الخطاب القدس سنة 637 م ، أعطى للبطريرك صفرونيوس عهد أمان له وللمسيحيين يسمى " العهده العمرية " . ولقد رمم البناء الذي أقامه موديستو البطريرك توما الأول سنة 817 م ، وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي المأمون ، وأُحرقت الكنيسة وسقطت قبتها في عهد الأخشيد سلطان مصر سنة 965م.
وجرت بعد ذلك محاولات كثيرة لبناء القبة من جديد ، إلا أن تلك المحاولات إنتهت بالفشل ، ولكنهم عادوا فعمروها في زمن البطريرك يوسف الثاني سنة 980م . وأمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بهدمها،فهدمت سنة 1009م وهدم معها الكنائس الملاصقة لها . ولكنه عاد فأجاز للمسيحيين أن يعيدوا البناء من جديد ، فشيدوا يومئذ كنيسة القبر المقدس فقط شيدوها على غير شكلها الأصلي وحال فقرهم دون إتمام الباقي . وسمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله سنة 1035م للمسيحيين ببناء الكنيسة من جديد فشرعوا في بنائها ، وتم البناء الجديد في عهد الإمبراطور قسطنطين مونوماكو ، ولكن القيامة Anastasis فقط هي التي إستعادت عظمتها القديمة أما الأماكن المقدسة الأخرى بداخل الكنيسة فقد أُشير إليها بهياكل صغيرة.
ولما إحتل الصليبيون القدس سنة 1099م وجهوا إهتمامهم إلى تعمير الكنيسة ، ولقد حافظوا على ما كان فيها من مبانٍغير أنهم جمعوا جميع الهياكل الصغيرة في كنيسة واحدة . وبنوا شرقي القبر المقدس كنيسة هي التي عُرفت بعدئذ بكنيسة " نصف الدنيا " وبنوا برج للأجراس . وعندما إحتل صلاح الدين الأيوبي القدس سنة 1187م . أشار عليه بعض أصحابه أن يهدمها كي لا يبقى للمسيحيين اللاتين حجة لغزو البلاد المقدسة فرفض مشورتهم ، فأبقاها غير أنه إقتطع جانباً من دار الكهنة المجاورة لها فأتخذها مسجداً ويُسمى " مسجد الخانقاة ".
وفي القرن السادس عشر ، أي بعدما عقدت فرنسا مع تركيا معاهدة الإِمتيازات الأولي سنة 1535م ، سُمح للاتين بعمل ترميمات بالكنيسة وفي أواخر القرن السابع عشر كانت قبة القيامة Anastasia في حالة غير مرضية،وأدى تشاحن اللاتين مع الروم الأرثوذكس في مطالبة كلاً منهما بالترميم إلي التأخير في القيام به إلي سنة 1719م. وكان أهم الحوداث ما جرى لكنيسة القيامة فى سنة 1808 م ، حيث يذكر المؤرخون أنه فى 12 أكتوبر سنة 1808 م إندلعت النيران من كنيسة الأرمن الأرثوذكس - وهي بداخل كنيسة القيامة وإمتد اللهب إلى أنحاء الكنيسة كلها فسقطت القبة وتضررت الأعمدة والأرضية الرخامية ولم يسلم من الحريق سوى جانب صغير من الجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة اللاتين .
وفي سنة 1809م حصل الروم الأرثوذكس على فرمان من السلطان محمود الثاني بترميم كنيسة القيامة ، وتمكنوا بالرغم من مقاومة اللاتين من القيام بأعمال الإصلاح وجددوا البناء الذي يعلو القبر المقدس ووضعوا حجر مغتسل جديد وصنعوا أبواباً جديدة للمدخل الرئيسي . وبعد ذلك سمح السلطان محمود الثاني لطائفة اللاتين ببناء غرف جديدة في ديرهم وتعمير ما يخصهم بداخل كنيسة القيامة .
وقد إنتهز الروم الأرثوذكس فرصة الإحتلال المصري للشام ( 1832 - 1841 م ) وحصلوا على فرمان من محمد علي باشا سنة 1834م بتعمير قبة القبر المقدس والقبة العليا . كانت نتيجة قيام الروم وحدهم بتعمير الكنيسة بعد حريق عام 1808 م ، أنه لم يتيسّر لهم إنجازه على الوجه اللازم،ولهذا لم يكد يمض عليه خمسون عاماً حتى ظهر في القبة تصدع ينذر بإنهيارها ،وطلبوا من الباب العالي إجراء الترميم ، ولكن اللاتين إعترضوا على ذلك وطلبوا أن يقوموا وحدهم بترميم القبة مع إعادة الكتابة اللاتينية التي كانت موجودة قبل الحريق وإزالة ما أضافه الروم . وهكذا أصبحت المسألة عسيرة الحل لا لسبب سوى تشاحن الطرفين وكلٍ يريد الهيمنة والسيطرة وأخيراً حُسم الخلاف على أساس أن تتولى فرنسا وروسيا نفقات الترميم ، أما تركيا فتتولى الإشراف عليه ، وإستغرقت عملية الترميم من سنة 1863 م حتى سنة 1868م. ثم تضررت كنيسة القيامة مرة أخرى إثر هزة أرضية ضربت القدس سنة 1927م فقامت حكومة الإنتداب البريطاني بعمل بعض الإصلاحات ما بين سنة 1930 حتى سنة 1933م.
ويقوم على حراسة أبواب كنيسة القيامة عائلتان إسلاميتان هما: عائلة آل جودة وعائلة آل نسيبه. وقد أُتفق على أن آل جودة هم الذين يحتفظون بمفاتيح الكنيسة ، وأن آل نسيبه هم الذين يفتحون الكنيسة فى مواعيدها المقررة ،ومتى فتح هؤلاء الباب أعادوا المفاتيح إلى أولئك ، وهكذا دواليك ، وتقول بعض المصادر التاريخية أن هذه الوظيفة بأيديهم منذ أن سلّم بطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس مفاتيح كنيسة القيامة إلى الخليفة عمر بن الخطاب سنة 637م ومصادر أخرى تقول إن هذه الوظيفة أُوكلت إليهم منذ عهد صلاح الدين الأيوبي
وهناك خمس طوائف لها حقوق في كنيسة القيامة هي : الروم الأرثوذكس- الآباءالفرنسيسكان ( اللاتين ) - الأرمن الأرثوذكس -الأقباط الأرثوذكس -السريان الأرثوذكس . و نحن ككنيسة قبطية أرثوذكسية نمتلك كنيسة مبنية على رأس القبر المقدس ، بداخل كنيسة القيامة , ولنا حقوق الصلاة فيها سواء صلوات العشية أو القداسات كما نمتلك موقعين بهما غرف متعددة ، لمبيت الآباء الرهبان بها.
- مواعيد الصلاه في كنيسة القيامة بالنسبة لنا :( التوقيت الشتوي )
1- يوم الاحد :
التسبحة الساعه 4.30 صباحا + رفع بخور باكر الساعه 5:30 + القداس من 6 الى 9.45 .
2- يومي الأربعاء والجمعة :
التسبحة الساعه 4.30 صباحاً + رفه بخور باكر الساعه 5:30 + القداس من 6 إلى 7.30 .
ملحوظة : بالنسبة للتوقيت الصيفي يتم زيادة ساعه على كل المواعيد السابقة .
- شرح مبسط لكنيسة القيامة :
إذا ما نظرت إلى كنيسة القيامة من الخارج رأيت قبتين كبيرتين . الواحدة أكبر من الأخرى بقليل فالكبرى وهي إلى الغرب هي القائمة فوق القبر المقدس والأخرى وهي إلى الشرق هي قبة كنيسة نصف الدنيا . وتقدر مساحة الأرض القائمة عليها كنيسة القيامة بنحو ثمانين متراً طولاً وستة وستين متراً عرضاً .
يوجد أمام كنيسة القيامة فناء واسع يُعرف بـ" ساحة القيامة" ، كانت مخصصة قديماً لوقوف الزوار لسداد رسوم دخول الكنيسة ( أُلغي هذا النظام إعتباراً من عام 1832م ). وفي المدخل الخارجي توجد ثلاث درجات , عليها بقايا أعمدة المدخل القديم ، والتي لم يتبق منها إلى الآن سوى عمود واحد يرجع تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي .
- على يسار الداخل إلى كنيسة القيامة توجد كنيسة القديس " يعقوب الصغير " وكنيسة ماريوحنا " وكنيسة " الأربعين شهيداً " وهذه الكنائس تخص طائفة الروم الأرثوذكس وعلي يمين الداخل نرى كنيسة الملاك ميخائيل وهي ملك للأقباط الأرثوذكس وإحدى كنائس دير السلطان ، ولكنيسة القيامة بابان متجاوران سُد أحدهما في عام 1880م ( أيام السلطان عبد الحميد الثاني إبان الحكم التركي ) والثاني هو الباب الوحيد للدخول إلى الكنيسة .
عند دخولنا كنيسة القيامة نرى أمامنا " حجر المغتسل " وهو من الرخام الأبيض طوله نحو مترين وعرضه متر واحد وضع تذكاراً لتطييب جسد الرب يسوع بالحنوط ولفه بالكتان قبل وضعه في القبر ، وضع الروم الأرثوذكس هذا الحجر في عام 1808م ، وبعد التحقق من صحة المكان بالتقليد ( يو 19: 38 – 41 ) هذا وقد تم تغيير هذا الحجر أكثر من مرة . وفوق الحجرعُلّقت ثمانية قناديل كبيرة الحجم أربعة منها للروم الأرثوذكس ، وواحد لكل من الأقباط الأرثوذكس واللاتين والأرمن والسريان الأرثوذكس .
وإلى اليسار من حجر المغتسل ، توجد دائرة رخامية يعلوها قبة مُعلّق في وسطها قنديل كبير وحسب التقليد أن هذا المكان يشير إلى الموقع الذي وقفت فيه المريمات وهن يشاهدن أين وضع جسد الرب بعد لفّه بالأكفان ( لوقا 23 : 55 ) . هذا الموقع حالياً يخص طائفة الأرمن الأرثوذكس . وبدخولنا إلى جهة اليسار نصل إلى الدائرة التي تحوي القبر المقدس شيد بناء القبر المقدس بشكله الحالي سنة 1810 م وهو من المرمر الخالص . والكنيسة تحوي ثمانية عشر عموداً ضخماً . وإرتفاع قبتها 30 متراً أما قطرها حوالي 19.30متراً.
بناء القبر مستطيل الشكل له باب صغير من جهة الشرق تعلوه مجموعة من القناديل والأيقونات الخاصة بالقيامة . عند الدخول إلى القبر المقدس نجد أولاً حُجرة صغيرة تسمى " معبد الملاك " والتي يبلغ طولها ثلاثة أمتار ونصف المتر وعرضها حوالي ثلاثة أمتار . هذه الحجرة هي المكان الذي ظهر فيه ملاك الرب للنسوة بعد أن دحرج الحجر من على باب القبر وبشرهم بقيامة الرب من بين الأموات " لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ " ( متى 28: 6 ) .
في وسط الحجرة توجد قاعدة رخامية مرتفعة قليلاً يُحفظ فيها قطعة من الحجر الذي وضع على باب القبر وهذا الحجر مُغلّف بالرخام عدا سطحه العلوي فقد تُرك مكشوفاً حتى عام 1944م ، وفي وقت لاحق غُطى بالزجاج .
ويضئ " معبد الملاك " قناديل تُعمر بالزيت النقي والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها قنديل كبير من الفضة تهتم بإنارته يومياً . كما يوجد يمين ويسار" معبد الملاك " فتحات يُعطى منها النور المقدس خلال إحتفالات سبت النور عند الكنائس الشرقية.
ومن خلال باب صغير يرتفع نحو متر ونصف المتر في حجرة معبد الملاك يمكننا الدخول إلى القبر المقدس والذي يصفه لنا مرقس الرسول قائلاً " قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتاً فِي صَخْرَةٍ " ( مرقس 15 : 46 ). وعلى يمين الداخل نشاهد " المضجع السيدى " وهو المكان الذي وضع عليه جسد الرب ، وهو يرتفع عن أرضية القبر بنحو 60 سم والمضجع السيدى مُغلّف بالمرمرويعلوه قناديل فضية فخمة والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها فوق القبر المقدس أربعة قناديل فضية رائعة تهتم بإنارتها يومياً.
خلف القبر المقدس يوجد مذبح كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس وموقعه فوق رأس القبر المقدس مباشرة . وهنا ينبغي أن نذكر شئ هام وهو : القبر المقدس كما شرحنا سابقاً مغطى بالمرمر ، أما رأسه ( أى من الجهة الخلفية ، حيث مذبح الأقباط ) ، فهو غير مغطى بالرخام حيث يظهر الحجرالطبيعي لرأس القبر . وعند دفن السيد المسيح كان رأسه المبارك ناحية الغرب أي فوق الحجر الذي بكنيسة الأقباط الأرثوذكس وهذا من حسن حظ الكنيسة القبطية . فالسيد المسيح الذي بارك شعب مصرفي طفولته لم ينس كنيسة مصر القبطية في قيامته . وجدير بالذكر أن هذا الهيكل كان مشيداً أولاً من الخشب فقام نيافة الأنبا باسيليوس الكبير مطران القدس (1856- 1899م ) بتجديده وأعاد بناؤه بالرخام وسيّج حوله بالحديد. وبالقرب من القبر المقدس توجد بعض المباني الخاصة بإقامة الآباء الرهبان الذين يتولون خدمة هذه الكنيسة والحفاظ على بقية حقوقنا الأخرى بكنيسة القيامة . خلف كنيسة الأقباط الأرثوذكس توجد كنيسة خاصة بإخواتنا السريان الأرثوذكس وقبرا يوسف الرامي ونيقوديموس وهما منحوتان في الصخر .
عند الخروج من الدائرة إلى يمين القبر المقدس ندخل إلى مذبح للاتين على إسم " مريم المجدلية " ويقع في المكان الذى قابلت فيه المجدلية السيد المسيح عقب قيامته فَظَنَّتْ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ ( يو 20: 15) . وإلى الشمال من هذا المذبح نصعد أربع درجات فندخل كنيسة " ظهور المسيح للعذراء " وهي تخص اللاتين وحدهم . وبداخل هذه الكنيسة توجد قطعة من العمود الذي جُلد عليه السيد المسيح أمام بيلاطس على يد الجند الرومان ( مرقس 15 :15) لذا يُسمى " عمود الجلد " و أحياناً يُطلق على الكنيسة إسم " كنيسة عمود الجلد " .وتذكر بعض كتب التقليد أن السيد المسيح ظهر لأمه العذراء بعد قيامته في هذا المكان .
وبخروجنا من هذه الكنيسة نجتاز ممراً طويلاً متجهاً نحو الشرق نجد في نهايته " معبد حبس المسيح " حيث تذكر بعض كتب التقليد أن السيد المسيح وقف في هذا المكان حاملاً الصليب ريثما يحفروا مكان الصليب في صخر الجلجثة التي لا تبعد كثيراً عن هذا المكان . وبعد خطوات معدودة يوجد مذبح على إسم القديس لونجينوس الجندي الذي طعن جنب الرب يسوع بالحربة ( يوحنا 19 : 34 ) وهذا المذبح يخص الروم الأرثوذكس . يليه مذبح آخر يخص الأرمن الأرثوذكس تذكاراً لإقتسام الجنود ثياب الرب يسوع والقرعة عليها(مت27 : 35 ).
بالقرب من المكان السابق سلّم حجري من 26 درجة يؤدي إلى كنيسة القديسة هيلانة ( خاصة بالأرمن الأرثوذكس) وتقع هذه الكنيسة في المكان الذي كانت تقف فيه الملكة هيلانة لتشرف على عملية التنقيب عن خشبة الصليب المقدس وعلى يمين الكنيسة يوجد سلّم آخر يقود إلى " مغارة الصليب " حيث تم العثور فيها علي خشبة الصليب المقدس ( هذا المكان يخص اللاتين ) . ومكان العثور على الصليب موضوع فوقه مسطح رخامي رُسم عليه علامة الصليب للإشارة إليه . وإلى جواره مذبح بإسم الصليب . بعد صعود الدرج وخروجنا من كنيسة الملكة هيلانة يتابع المرء السير في الرواق . فنمر أمام " معبد التعييرات " ( مرقس 15 : 17 – 20 ) ، وتوجد قطعة من عمود أسفل المذبح ، يسمي " عمود السخرية " يُقال أن هذا الجزء من العمود أستخدم مقعداً للرب يسوع عندما كان الجنود الرومان يهزأون به .
يلي هذا المذبح إلى اليمين " الجلجثة " نصعد إلى الجلجثة بسلّم حجرى مكون من 18 درجة وكان تل الجلجثة أكثر إرتفاعاً مما هو عليه الآن ولكن الملكة هيلانة أمرت بإزالة إرتفاعه فيما فوق موضع الصليب لتتمكن من ضمه إلى سائر مقادس كنيسة القيامة تحت سقف واحد . وإرتفاع مكان الصليب حوالي 4.70 متراً عن أرضية الكنيسة.
X الجلجثة مقسمة إلى قسمين :
الأول عن اليمين وهو يخص اللاتين وفي هذا القسم تقام صلوات المرحلتان : العاشرة نزع الثياب عن المخلص والحادية عشر تسمير المخلص علي الصليب . ( مراحل الآلام) . الثاني إلى اليساروهو يخص الروم الأرثوذكس حيث نجد مذبحاً كبيراً فوق صخرة الجلجثة حيث إرتفع الصليب المقدس . وأسفل هذا المذبح توجد دائرة فضية مفرغة تعين مكان غرس الصليب المقدس وبإدخال اليد في وسط الدائرة يستطيع المرء لمس صخرة الجلجثة والتجويف الذى غرس فيه الصليب . وتوجد إلى يمينه وإلى يساره دائرتان من الرخام الأسود يعينان مكان صلب اللصين . ونشاهد بوضوح أن صخرة الجلجثة مشقوقة بكل طولها . في هذا المكان تقام صلوات المرحلة الثانية عشرة من مراحل الصليب : موت السيد المسيح علي الصليب وتشقق الصخور ( متى 27: 51) .
وعلى يمين مذبح الجلجثة للروم يوجد تمثال يسمى " أم الأوجاع " وهو تمثال للسيدة العذراء التي قيل لها " وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ " ( لوقا 2 : 35 ) وقد أوتى بهذا التمثال من لشبونه (البرتغال) سنة 1778م. وهو يخص اللاتين وفي هذا المكان , تقام صلوات المرحلة الثالثة عشرة ( من مراحل الصليب ): إنزال الرب يسوع عن الصليب ووضعه بين ذراعي أمه المتألمه .
عند خروجنا من كنيسة القيامة وعلى يسار الخارج نجد سلّم " كنيسة الجلجثة " ثم هيكلاً للأقباط الأرثوذكس بإسم " القديسة مريم المصرية" وفي نهاية هذه الجهة نجد باباً يؤدي إلى كنيسة " الملاك ميخائيل " وهي إحدى كنائس دير السلطان المغتصب من قبل الأحباش . نصلي إلى الرب أن يعود إلينا هذا الدير.