تاريخ الاقباط

image image

من القرن الأول الميلادي إلي الفتح العربي

منذ العصور الأولي المسيحية, كان لمصر وللمصريين مكاناً متمازاً في أورشليم ، ففي يوم حلول الروح القدس , في اليوم الخمسين لقيامة الرب يسوع , كان بأورشليم يهود أتقياء " من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم , بينهم مصريون وليبيون وقيروانيون آمنوا وأعتمدوا في ذلك اليوم "( أعمال الرسل 2 : 1-41) . ويبدو أن هؤلاء المصريين والقيروانيين كانوا يشكلون جالية كبيرة في أورشليم , بدليل أنه كان لهم مجمع خاص بهم " فنهض قوم من المجمع الذي يُقال له مجمع الليبرتينين والقيروانيين والإسكندريين ..... يُحاورون إستفانوس . ولم يقدروا أن يُقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به ( أعمال الرسل 6 : 9 – 10 ).

من الفتح العربي إلي منتصف القرن الحادي عشر

فتح العرب القدس في سنة 637م , وسلّم بطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس, مفتاح المدينة بنفسه إلى الخليفة عمر بن الخطاب , فأعطاه كتاب الأمان الذي عُرف بـ ( العُهدة العُمرية ) وقد ذكر فيه الخليفة القبط ضمن الطوائف الممثلة في كنيسة القيامة . ويقول المؤرخ الإنجليزي الكبير Gibbon فى كتابه " إضمحلال وسقوط الإمبراطورية الرومانية " " Decline and fall of the Roman Empire " ، حيث يقول عن الفترة من سنة 638 م تاريخ الفتح العربي إلي سنة 1099 تاريخ الصليبيين في القدس

دولـة الأتراك السلاجقة

في أواخر القرن العاشر الميلادي ، خرجت من تركستان فئة من غزاة الترك يحملون أقواساً قصيرة وسيوفاً مقوسة ، يطلبون الرزق من وراء الحرب والمغانم وعلى رأسهم زعيم من زعمائهم اسمه سلجوق وأعتنق هؤلاء الإسلام ، ولازمهم التوفيق فتطوروا من فئة إلى قبيلة ومن قبيلة إلى أمة ،

دخول الصليبين إلى الأرض المقدسة

دخل الصليبيون القدس في سنة 1099 م ، وأسسوا من القدس والبلاد المجاورة لها مملكة لاتينية وجعلوا عاصمتها القدس ، ونصّبوا " Godfrey de Bouillon " ملكاً عليها . إنسحب بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القسطنطينية وأُبعد من القيامة كهنة الكنائس الشرقية الذين كانوا يقومون بالخدمة فيها ، وهم عدا الروم الأرثوذكس : الكرج - الأرمن - الأقباط - السريان . بعد بضع سنوات ساد الوئام بين مسيحي الغرب ومسيحي الشرق فيما عدا أقباط مصر ، فقد مُنعوا من الحج إلى القدس أو الأقتراب من المدينة .

كنائس الأقباط بالديار المقدسة حتى منتصف القرن الثالث عشر

تحدث المؤرخ أبو المكارم عن الكنائس التي تخص الأقباط بالقدس ( حتى سنة 1208م ) فذكـرهـا كالآتـي : 1- هيكل في بيعة القيامة على إسم السيدة العذراء مفرد للأقباط ( ملاصق للقبر المقدس ) . 2- كنيسـة بأورشليم أنشأها النبراوي مقارة ، وتُعرف هذه الكنيسة إلى عهد ساويرس بـن المقفع بإسم كنيسة المجدلانية ( أُغتصبت من الأقباط ، وهي الآن بيد اللاتين )

تعيـيـن مطـران قبطـي لكنـائس الأقبـاط بالقــدس والشـام

لمـا نُصّب البابا كيرلس الثالث – الخامس والسبعين في عـداد البطاركة – المعروف بـ" أبن لقلـق " بطريركاً على الإسكندرية ( 1235 – 1242 م ) ، بادر بإرسال رسالة رعوية إلى شعبه بدمشق ، وكان للأقباط فيها جاليـة كبيـرة وكنائس ( المقريزي جزء 4 ص 402 ) ، وقد تضمنت هذه الرسالة كالمعتاد الحث على التمسك بالإيمان الأرثوذكسي ووصايا الحياة الفاضلة . ولعل البابا كيرلس الثالث ، هو أول من وجه رسالة رعوية إلى الشام ، لأن أسلافه الباباوات كانوا يكتفون برعاية بطريرك أنطاكية للكنائس القبطية هناك ، لأنها واقعة في نطاق كرسيه ، ولأن الأقباط والسريان متحدون في العقيدة وكانت هذه الرسالة بمثابة الخطوة الأولى في سبيل تولى الأنبا كيرلس الثالث بنفسه سلطته الرعوية على الكنائـس القبطيـة فـي الشـام .

استقـرار وضـع الأقبـاط فـي الأماكن المقـدسـة فـي القـرن الرابع عشـر

لم يحل القرن الخامس عشر حتى كان الأقباط قد استقروا في كنيسة القيامة ، ويقول Ignatius of Smolensk ) حوالي سنة 1400 م ) أنه كان بها السريان الأقباط ، وأنه شاهدهم يقيمون قداساتهم خلف القبر المقدس . ومصداقاً لذلك يقول رتشموند في تقريره عن كنيسة القيامة " من الثابت أنه في سنة 1400 م لم يكن بالقيامة الروم واللاتين فقط ، بل كان بها أيضاً ملكيات للكرج والأرمن والأقباط والسريان والأحباش "

الأقبـاط فـي فتـرة الحكـم العثمـانـي

فتح السلطان سليم الأول فلسطين سنة 1517 م ، وقابلته الطوائف الأرثوذكسية بالقـدس بارتياح ، لأنه سيخلصها من مضايقات اللاتين ، ويبدو أن وضع الأقباط تحسـن كثيراً بعد ذلك ، إذ نرى جرمانوس بطريرك الروم بالقدس يكتب في سنة 1559 م إلى Ivan قيصر روسيا ( 1553- 1584 م ) شاكياً حالة الفقر ويقول " أنه بينما يقيم الأرمن والأقباط في كنيسة القيامة ، قداساتهم لابسين تيجاناً ، فإنه وهو البطريرك الأرثوذكسي يعوزه تاج " .

"رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ" (سفر إشعياء 61: 1)