مراحل الصليب - طريق الآلام
في كل يوم جمعة الساعة الثالثة بعد الظهر يُقيم الكاثوليك في القدس صلوات تُسمى " درب الصليب Via Dolorosa" ، سائرين بروح التوبة على نفس الطريق الذي سار عليه المُخلَّص له المجد تحت وطأة الصليب من دار الحكم لبيلاطس ( أمام ساحة المدرسة العُمرية حالياً ) وتنتهي بالقبر المقدس الفارغ .
يرجع ترتيب هذه الصلوات إلى القرن الثالث عشر . وتوجد إشارات إلى الأماكن التي سار فيها رب المجد حاملاً الصليب وتُسمى"مراحل" وإنتشرت هذه الصلوات أيضاً في أوروبا بين القرن الخامس عشر والثامن عشر.
أما مراحل الصليب فهي أربعة عشرة مرحلة ، تِسع من هذه المراحل هي على إمتداد طريق الآلام ، والخمس الباقية بداخل كنيسة القيامة .
1- الحكم بالموت على الرب وجلده.
2- الرب يسوع يخرج حاملاً الصليب.
3- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولى.
4- لقاء الرب يسوع مع أمه العذراء.
5- سمعان القيرواني يُسخَّر لحَمل الصليب.
6- فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل.
7- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية.
8- حديث الرب لبنات أورشليم.
9- الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة.
10- نزع الثياب عن المخلص .
11- المخلص يُسمّر علي الصليب .
12- المخلص يُسلّم الروح .
13- إنزال جسد الرب من على الصليب .
14- الجسد الطاهر يُوضع في القبر .
" فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ وَكَانُوا يَقُولُونَ: «ﭐلسّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ» وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ " ( يوحنا 19 : 1 – 3 )
قصر بيلاطس ( قلعة أنطونيا ):
في هذه المنطقة الشمالية الغربية لباحة الهيكل كانت توجد قلعة تُدعى " هنانئيل " ( في القرن الثاني قبل الميلاد) أعاد بناؤها المكابيون وسمّوها " باريس " أي " قلعة " وحوالي السنة 35 قبل الميلاد وسّعها هيردوس الكبير و جَمّلها وسماها " أنطونيا " على شرف ولّى نعمته "مرقس أنطونيوس " والتي وصفها المؤرخ اليهودي الكبير"يوسيفوس Josephus Flavius " كقصر ملكي فخم ، له أربعة أبراج ودرج يصلها بالهيكل . وكانت في الداخل مفتوحة على قصر فيه جميع وسائل الرفاهية المعروفة في تلك الأيام . وأثناء الحكم الروماني كان الجنود يسيطرون من القلعة على االجماهير المحتشدة في ساحة الهيكل . تهدمت تلك القلعة أثناء دكْ المدينة على يد تيطس القائد الروماني سنة 70 ميلادية . وفي سنة 135ميلادية بنى هادريان بالقرب من الباب الشرقي المؤلف من ثلاثة أقواس في مدينته الجديدة التي أطلق عليها إسم " إيليا كابتولينا " وفي طريق الآلام تتوفر رؤية القوس الأوسط ، ويُطلق عليه قوس " هوذا الإنسان Ecco Homo " وقوس جانبي في كنيسة راهبات صهيون.
في فترة الحكم الصليبي شُيد في المكان دير الآباء الفرنسيسكان يُسمى " دير الجلد Flagellation Convent " وكنيستين : كنيسة الحكم وكنيسة الجلد . دير الجلد أُفتتح سنة 1910 ميلادية ومنذ سنة 1927م وحتى اليوم هو مركز " معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني " ، وفي ساحة الدير نرى بعض الآثار القديمة معروضة بطريقة منظمة فمثلاً هناك قطعة حجرية عليها كتابات باللغة اللاتينية تعود إلى عهد الإمبراطور هادريان وتيجان أعمدة من كنيسة القيامة تعود إلى العهدالبيزنطي وتيجان أخرى تعود إلى فترة القرون الوسطي .
" فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «ﭐلْبلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا» وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ» فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ» فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ " ( يوحنا 19 : 13 – 16 ).
في سنة 1903م - 1904م بنى الراهب الفرنسيسكاني Wendenlin of Menden هذه الكنيسة ، على بقايا كنيسة تعود إلي القرن الثالث عشر . يحمل المزار لقب الحكم وحمل الصليب ذلك لأن هناك أرضية مبلطة (يمكن مشاهدة إمتدادها في أملاك راهبات صهيون ويُسمى Ecco Homo Convent )
والتي أُعتبرت كجزء من البلاط الملكي " ليثوستروتس Lithosthrotos "
حيث حكم بيلاطس البنطي على السيد المسيح بالصلب .
ونلاحظ في بعض حجارة الأرضية المبلطة تحزيزات وشقوق تُبين بعض ألعاب الجنود الرومانيين . في هذا المكان المقدس نتذكر السيد المسيح واقفاً كمذنب أمام بيلاطس وهو يسأل رؤساء الكهنة عن علّة الحكم عليه ولكن كانوا يصرخون بشدة : إصلبه ، إصلبه . فجاء قراره الأخير بالصلب.
- كنيسة الجلد Flagellation :
" فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا» حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ " ( متى 27 : 25 - 26).
كنيسة الجلد بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر الميلادي وتُسمى أيضاً " حبس المسيح " . ظلت هذه الكنيسة متروكة بلاعناية بعد الفترة الصليبية وعندما ملكها الآباء الفرنسيسكان سنة 1838 ميلادية ، أُعيد بناءها بمساعدة وإهتمام " Maximilian of Bavaria " ثم رممها وجددها المهندس الإيطالي Antonio Barluzzi في الأعوام 1927 – 1929 ميلادية ، حسب الفن المعماري ( الغربي ) من القرون الوسطي ثم تم تجديدها بالشكل الجديد الحالي سنة 1984ميلادية.
الباب من مصراعين ومزخرف بآيات من الكتاب المقدس وبرموز الإنجيليين والآلام وهو من عمل A.Gerardi . زجاجيات الهيكل الثلاث نفذها الفنان Combellotti وتمثل : جلد السيد المسيح ( في الوسط ) -إنتصار بارباس ( على اليمين ) - غسل أيدي بيلاطس (على اليسار ) ويلاحظ أيضاً عقد الهيكل وعليه فسيفساء كبيرة تمثل إكليل الشوك.
" فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً» فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ»" ( يوحنا 19 : 4 – 5 ) .
تُسمى المرحلة الثانية " الرب يسوع يخرج حاملاً الصليب " الأشارة إلى هذه المرحلة على الحائط الخارجي " لكنيسة الحكم " وتسمى قوس " هوذا الأنسانEcco Homo " ويحدده كنيسة التكليل ، ويرجع إلى القرن الثاني عشر ، وأقيم تذكاراً لوضع إكليل الشوك على رأس المخلص . أسفل دير راهبات صهيونEcco Homo Convent توجد أرضية كبيرة مبلطة بالحجر ، وهي إمتداد للبلاط الملكي Lithosthrotos ، ويرجع تاريخ هذه الأرضية إلى فترة الحكم الروماني ، وهي من بقايا المدينة التي بناها الامبراطور هادريان سنة 135 ميلادية وسماها"إيليا كابتولينا " من تحت قوس Ecco Homo "
خرج الرب يسوع حاملاً الصليب مكملاً مساره إلي الجلجثة . حيث أخرجه بيلاطس لليهود وقال لهم " هوذا الإنسان " لذا بُنيت كنيسة ودير على هذا الإسم يضم بداخله هذا القوس أما دير راهبات صهيون فيقع فوق الساحة الداخلية لبرج أنطونيا.
" عَيْنِي عَيْنِي تَسْكُبُ مِيَاهاً لأَنَّهُ قَدِ ابْتَعَدَ عَنِّي الْمُعَزِّي " (مرا 1 : 16 )
وتُسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الأولي " بعد العبور تحت قوس " هوذا الإنسان " وبعد مسافة قصيرة , إلي اليسار , عند مفترق الطريق إلي الوادي , توجد كنيسة صغيرة تسمي " كنيسة السقطه الأولى " التي تعود إلى التقليد المتوارث ولا يأتي على ذكرها الإنجيل . أصبحت هذه المرحلة تخص طائفة الأرمن الكاثوليك منذ سنة 1856م. لكن جنود كاثوليك من بولندا . تابعون للجيش البولندي الحر إتخذوها بعهدتهم في منتصف الأربعينيات (في أثناء الحرب العالمية الثانية) فزينوها بمتحف صغير . يوجد نقش بارزعلى المدخل من أعمال الفنان البولندي Thaddus Zienlinsky وهو عبارة عن مُجسّم يبين وقوع السيد المسيح تحت ثقل الصليب . وهذا ما تنبأ عنه أشعياء النبي قائلاً : " لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا " ( أشعياء 53 : 4 – 5 ).
" أَمَا إِلَيْكُمْ يَا جَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَطَلَّعُوا وَانْظُرُوا إِنْ كَانَ حُزْنٌ مِثْلُ حُزْنِي الَّذِي صُنِعَ بِي " ( مراثي أرميا 1 : 12) .
وتُسمى هذه المرحلة " لقاء الرب يسوع مع أمه العذراء " بين المرحلة الثالثة والرابعة توجد كنيسة " الأم الحزينة " للأرمن الكاثوليك شيدت عام 1881م. وفي المكان توجد فسيفساء قديمة علي مستوي الطريق القديمة للقدس تُمثّل رِجِلين متجهتين نحو الشمال الغربي. وللدلالة على هذه المرحلة توجد لوحة نصفية منقوشة تمثل العذراء مريم يُحدثها الرب تُوجد فوق باب الكنيسة الصغيرة من أعمال الفنان Thaddus Zienlinsky والتقليد يخبرنا أن أمنا العذراء وقفت على الطريق مُتلهّفة أن ترى إبنها الحبيب قبل صلبه . في هذه الكنيسة وضع الأرمن الكاثوليك مذبحاً للصلاة عليه .
" فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازاً كَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُوسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ " ( مرقس 15 : 21 ) .
وتُسمى هذه المرحلة " سمعان القيرواني يُسخّر لحمل الصليب " نترك طريق الوادي فنصعد نحو الجلجثة هذا الوادي كان يُسمى قديماً " تيروبيون " وعند أول مبني إلى اليسار نشاهد المرحلة الخامسة وكان الفرنسيسكان . قد شيدوه سنة 1895م . هنا في هذا المكان يقول التقليد أن الجنود أرغموا سمعان القيرواني ليحمل الصليب مع الرب يسوع والمتأمل في ذلك يستنتج أن الجنود واليهود فعلوا ذلك ليس إشفاقاً علي السيد المسيح المنهك القوي من التعذيب والجلد والدماء التي تسيل منه ولكن خشوا أن المسيح يموت من التعذيب قبل تنفيذ فيه حكم الصليب فلا يُشفي غليلهم .... وهذا إمعاناً في سبق الإصرار لصلبه وإعلاناً لحقدهم.
" لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ " ( أشعياء 53 : 2 – 3 )
وتُسمى هذه المرحلة " فيرونيكا تمسح وجه المخلص بمنديل " إلى اليسار وعلى بُعد خمسون متراً تقريباً من المرحلة السابقة يُحفظ عمود في الحائط تذكاراً لهذا الحدث المتوارث بالتقليد . نحن لا نعرف شيئاً عن هذه المرأة الجرئية التي تقدمت من وسط الحنود ومسحت وجه الرب يسوع الذي تشوّه جماله بالعرق والدم المتساقط من جبينه الطاهرويقول التقليد أيضاً أن القديسة فيرونيكا كانت تسكن في مكان هذه المرحلة وأن وجه المخلص قد إنطبع على المنديل الذي يقول الكاثوليك أنه محفوظ حتى اليوم في روما . اقتنى مكان هذه المرحلة الروم الكاثوليك سنة 1883ميلادية وقد تهدّم إلا أنه قد أُعيد بناءه سنة 1953 ميلادية . بداخل المبني كنيسة صغيرة وبقايا سور وأقواس قديمة فوق هذا كله كنيسة القديسة فيرونيكا . لنتأمل وجه المسيح الذي تشوه جماله من التعذيب ونقارنه بما قيل عنه في المزمور " أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ " ( مزمور 45: 2 ).
" كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ "( أشيعاء 53 : 6 )
وتُسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثانية " بعد مفترق الطرق نواجه مكان وقوع المخلص للمرة الثانية تحت الصليب . كان وقوعه حسب التقليد عند عبوره " بوابة القضاء " التي كان يُعلّق عليها نص جريمة المذنب . وقد حصل الآباء الفرنسيسكان على ملكية المكان سنة 1875ميلادية ويحوي كنيستين صغيرتين الواحدة تعلو الأخرى . مصدر العمود الأحمر في الكنيسة السفلى هو الشارع الرئيسي للمدينة إذ كانت الأعمدة على جانبي الطريق وقد شيدها الإمبراطور هادريان سنة 135ميلادية ، لتجميل مدينته الجديدة " إيليا كابتولينا ".
" وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضاً وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ " ( لوقا 23 : 27 - 28).
وتُسمى هذه المرحلة " حديث الرب لبنات أورشليم " بينما نصعد طريق " عقبة الخانقاه " نجد أنفسنا أمام المرحلة الثامنة التي يشير إليها صليب لاتيني محفور علي الحائط الخارجي لدير الروم الأرثوذكس . وحسب التقليد خاطب الرب يسوع بنات أورشليم اللواتي كن يلطمن وكان بالأحرى أن ينحن على أنفسهن و أولادهن لما هو عتيد أن يحدث لهذه المدينة المقدسة . ولا شك أن بعض الذين سمعوه من الجمهور قد تذكروا كلامه وقت خراب أورشليم سنة 70 ميلادية .
" حِينَئِذٍ قُلْتُ: هَئَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ " ( مزمور 40 : 7 )
وتُسمى هذه المرحلة " الرب يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة " رغم قرب هذة المرحلة من السابقة إلا أنه لابد من القيام بسير للوصول إليها . بسبب الأبنية الحالية . بعد قطع مسافة قصيرة من السوق نصعد الدرج الطويل على اليمين فنجد أنفسنا أمام بطريركية الأقباط الأرثوذكس . هناك بجوار باب البطريركية جزء من عمود ( يعود إلى فترة الحكم الروماني ) يشير إلى المرحلة التاسعة . حائط صدر كنيسة القيامة خير دليل على قرب الجلجثة . يقود الباب عن اليسار إلي ساحة دير السلطان القبطي ( المغتصب حالياً ) الذي في وسطه قبة كنيسة القديسة هيلانة.
المراحل الخمس الباقية نجدها داخل كنيسة القيامة .