" فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ. وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً .... قَالَ يَسُوعُ: «ﭐرْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟» .... وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ»" (يوحنا 11 : 1 - 4) .
X كنيسة العيزارية :
"بيت عنيا" إسم أرامى يعنى "بيت العناء" ، وهى قرية تبعد 3.5 كيلومتراً شرقى القدس ، على السفح الشرقى لجبل الزيتون (يوحنا 11 : 18) ، على الطريق من القدس إلى أريحا . ومازالت "بيت عنيا" قائمة حتى الآن ، وهى قرية صغيرة تُعرف الآن باسم "العيزارية" نسبة إلى لعازر الذى أقامه الرب يسوع من الأموات بعد أربعة أيام . وكانت تعيش فى بيت عنيا مريم ومرثا وأخوهما لعازر . ويبدو أن بيت عنيا كانت مكان إقامة الرب يسوع عند زياراته لليهودية (متى 21 : 17 ومرقس 11 : 11) . كما كانت بلدة سمعان الأبُرص ، حيث سكبت المرأة الخاطئة قارورة طيب ناردين كثير الثمن على قدمى يسوع (متى 26 : 6 - 13 ومرقس 14 : 3 - 9 ويوحنا 12 : 2 - 11) . كما أخرج السيد المسيح تلاميذه " خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ " (لوقا 24 : 50 - 51) .
نشأت قرية بيت عنيا الحالية (العيزارية) حول قبر لعازر ، أما بيت عنيا القديمة فكانت إلى أعلى قليلاًً . وكنيسة لعازر الحالية ( 1952 – 1953 م) ، تقوم فوق أساسات كنائس ثلاث قديمة سابقة . يتاح لنا المجال لرؤية صدر الكنيسة الأولى ، المبنية فى القرن الرابع الميلادى ، عند عبور الباب ، وبقايا من الأرضية المغطاه بالفسيفساء فى البهو . ونرى صدر الكنيسة الثانية خلف المذبح الرئيسى ، وقطعة من الفسيفساء قرب الباب ودعامتين فى البهو . أما الكنيسة الثالثة ، التى بناها الصليبيون فما تبقى منها إلا دعائم مقوية للحائط شمالاًً وقطع صغيرة من الفسيفساء الخشنة ، وإلى جنوب الكنيسة آثار دير للراهبات البندكتيات ، شيدته الملكة مليزيندا Melisande سنة 1143 ميلادية . وعند الخروج من الكنيسة نتجة يساراً فنصعد إلى قبر لعازر ، ويؤدى إلى القبر 24 درجة (حُفر الدرج بيد الآباء الفرنسيسكان سنة 1613 م) ، وكان المدخل الأصلى للقبر من بهو الكنيسة القديمة ، ولكن لما بُنى المسجد المجاور للكنيسة فى القرن السادس عشر ، أُقفِل المدخل . وكان القبر عبارة عن مغارة وضعت فوقها صخرة ويوجد وراء القبر جزء من البرج الذى أُقيم للدفاع عن الدير بأمر من الملكة مليزيندا ، وبالجوار كنيسة جديدة للروم الأرثوذكس (1968 م) .