" قَالَ يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تلاَمِيذِهِ " ( يوحنا 18 : 1 – 2 )
يفصل وادي قدرون (وادي يهوشافط) جبل الزيتون عن مدينة القدس، وفي سفح جبل الزيتون يوجد بستان جثسيماني " فيه مغارة طبيعة طولها 17.60متراً وعرضها 11.40متراً وإرتفاعها 3.50متراً جثسيمانى : كلمة آرامية مركبة من " جيث شمن " وتعني معصرة الزيت " وأثبتت الحفريات التي قام بها عالم الآثار VIRGILIO CORBO صحة هذا الإسم والتقليد الذي يقول أن هذه المغارة والبستان المجاور لها, هي مكان الجثسيمانية التي تكلم عنها الإنجيل المقدس ،وبقي هذا التقليد ثابتاً منذ القرون الأولي و حتي الآن .
وعلى ضوء الإنجيل المقدس وقعت عدة أحداث في هذه المغارة :
- كان السيد المسيح له المجد يذهب عادة مع تلاميذه إلى هذا المكان في وقت وجودهم في مدينة أورشليم ( لوقا 21: 37 ولوقا 22 : 39 )
- إلى هذاالمكان جاء الرب يسوع وتلاميذه بعد العشاء الأخير في خميس العهد(مر 14 : 32 ، يو 18 : 2 ).
- في هذه المغارة ترك الرب يسوع تلاميذه وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا ليصلي " حيث الآن توجد كنيسة النزاع " ( متي 26:26-37)
- في هذه المغارة قبّل يهوذا الأسخريوطي معلمه ليُسّلمه ( متي 26: 47 ومرقس 14 : 42 و لوقا 22 : 47 ) .
- في هذا المكان شفى السيد المسيح أُذن عبد رئيس الكهنة التى قطعها بطرس. لوقا 22 : 50 ويوحنا 18 : 10) .
- بعد صلاة النزاع ، عاد الرب يسوع إلي المغارة, حيث تم القبض عليه ليصلب ( يوحنا 18: 12).
هذه المغارة تحولت إلي كنيسة منذ أوائل المسيحية . وفي سنة 1392م إمتلك الرهبان الكاثوليك " الفرنسيسكان " هذه المغارة ووضعوا فيها ثلاثة مذابح ، ويحتفل الرهبان الفرنسيسكان بعيد إصعاد جسد السيدة العذراء في هذه المغارة منذ أن طردهم الأتراك من كنيسة قبر السيدة العذراء في سنة 1757 م - إذ أن الحكومة التركية إنتزعتها منهم وسلمتها لطائفة الروم الأرثوذكس.